منتدى عارف الامارة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى عارف الامارة

منتدى عارف الامارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

๑۩۞۩๑ المنتدى يحتوي على مواضيع منوعة ๑۩۞۩๑

منتدى الامارة منتدى يحتوي على مواضيع مختلفة شاركنا في كتاباتك وكن مميزا على الانترنت
اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علما والحقني بالصالحين
الى جميع الاعضاء الكرام سيتم حذف عضوية كل من لم يقدم موضوعا او طرحا للمنتدى خلال فترة من تاريخ تسجيله ....... مدير المنتدى
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)
الى جميع الاعضاء والزوار الكرام ... ان ما يكتب من مواضيع يمثل رأي كاتبه والادارة غير مسؤولة عن ذلك

    أسرار إعجاز القرآن إعجاز رقمي ولغوي

    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر عدد المساهمات : 115
    نقاط : 337
    تاريخ التسجيل : 25/02/2011
    العمر : 37
    الموقع : العراق

    أسرار إعجاز القرآن        إعجاز رقمي ولغوي Empty أسرار إعجاز القرآن إعجاز رقمي ولغوي

    مُساهمة  نائب المدير الأربعاء 25 مايو 2011 - 23:16

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كتاب

    أسرار إعجاز القرآن

    بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

    (3) إعجاز رقمي ولغوي

    لعلكم تهتدون

    خلق الله السماء وزينها بالنجوم، وخلق الأرض ومهَّدها سُبُلاً، وثبَّتها بالجبال... كل هذا سخَّره الله لنا لنهتديَ في ظلمات البر والبحر، فهل تكون آيات القرآن وسيلة لهدايتنا إلى طريق الله في ظلمات هذه الدنيا؟ لنرى كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فقد تكررت هذه العبارة 6 مرات في كامل القرآن (في خمس سور):

    1ـ (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة: 2/53]

    2ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة: 2/150]

    3ـ (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 3/103].

    4ـ (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 7/158]

    5ـ (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 16/15].

    6ـ (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الزخرف: 43/10].

    إن العدد الذي يمثل أرقام السور الخمسة هو 4316732 (عدد مكون من 7 مراتب) يقبل القسمة على 7 تماماً:

    4316732 = 7 × 616676

    وكما نرى كلمة (تَهْتَدُونَ) دائماً تسبقها كلمة (لَعَلََّكُمْ) لتبقى الهداية بيد الله تعالى، يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء.

    مَن الذي يعلم السرّ؟

    القرآن كتاب الأسرار, يُطلع الله من يشاء من عباده على بعض أسراره ليزداد إيماناً وثقة ويقيناً بالله وبكلامه ووعده الحق. ولكن مَن الذي يعلم أسرار القرآن؟ مَن الذي يعلم السرَّ في السموات والأرض؟.. من الذي يعلم أسرارنا وما نُخْفي ونُعلن؟ إنه خالق السماوات السبع والقائل:

    1ـ (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) [طه: 20/7].

    2ـ (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].

    الكلمة المشتركة في هاتين الآيتين هي (السِّرَّ) حيث لم ترد هذه الكلمة إلاّ في هاتين الآيتين, وكما نرى دائماً تسبقها كلمة (يَعْلَمُ), أي: (يَعْلَمُ السِّرَّ) ذلك ليؤكد لنا الله تعالى أنه هو وحده الذي يعلم السرّ وليس أي أحد.

    العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 2520 يقبل القسمة على 7 تماماً:

    2520 = 7 × 360

    التدرج اللغوي

    رأينا في الآية الأولى كيف تحدث الله عن نفسه قائلاً: (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) فالحديث هنا عن علم الله تعالى. ثم انتقل إلى الآية الثانية فتحدث عن إنزال القرآن وأن الذي أنزله يعلم السرّ, وهنا الحديث عن القرآن. وهكذا جاء التسلسل المنطقي بالحديث عن الله أولاً ثم عن كتابه ثانياً, ولا يصحُّ الحديث عن كتاب ٍ قبل الحديث عن صاحبه!

    ملاحظة هامة جداً

    في كل فقرة نحن نتناول كلمة واحدة من الآية, ولكن ماذا عن بقية كلمات هذه الآيات؟ نجيب وبثقة تامة: إن كل كلمة تكررت وفق نظام دقيق لغوياً وعلمياً ورقمياً. وفي هذا البحث نحن أمام نظام رقمي واحد (وربما هنالك مئات الأنظمة الرقمية في كتاب الله تحتاج لمن يبحث عنها ويكتشفها).

    فعلى سبيل المثال نحن قمنا في هذا المثال بدراسة كلمة (السرّ), ولكن ماذا عن كلمة (أنزله)؟ يقول تعالى: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ) لنرى في الفقرة القادمة كيف تتكرر كلمة (أنزله) بالنظام الرقمي ذاته.

    مَن الذي أنزل القرآن؟

    دائماً القرآن يُجيبنا عن كل الأسئلة, فالقرآن هو كتاب هداية ورحمة وشفاء... ولكن هل يجيبنا القرآن عن سؤال: مَن الذي أنزل القرآن؟ لقد ردَّ الله تعالى دعوى المنكرين الذين لا يرجون لقاء الله عندما قالوا عن القرآن إنه أساطير الأولين, إفكٌ افتراه, فكيف أجابهم الله تعالى؟

    (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].

    لنتدبر هذه الكلمة (أنزلهُ), كم مرة تكررت في القرآن وبأي نظام؟ بالبحث عن هذه الكلمة نجدها مكررة في 3 سور هي:

    1 ـ (لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) [النساء: 4/166].

    2 ـ (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].

    3ـ (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [الطلاق: 65/5).

    لنرى النظام الرقمي لهذه السور الثلاث. إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث هو: 45 2 5 6 يقبل القسمة على 7 تماماً:

    65254 = 7 × 9322

    لنتدبّر تكرار هاتين الكلمتين:

    1 ـ كلمة (أنزله) تكررت في 3 سور هي: 4 ـ 25 ـ 65، والعدد 65254 يقبل القسمة على 7 تماماً:

    2ـ كلمة (السرّ) تكررت في سورتين: 20 ـ 25، والعدد 2520 يقبل القسمة على 7, تماماً ونلاحظ كيف دخل العدد 25 (رقم سورة الفرقان) في تركيب العددين، ويبقى كلا العددين قابلين للقسمة على 7.

    3 ـ النظام الرقمي لتكرار الكلميتن معاً (أنزله) و(السرّ) في كامل القرآن: لدينا 4 سور وردت فيها هاتان العبارتان وهذه السور هي:

    إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو 6525204 (عدد مكون من 7 مراتب) يقبل القسمة على 7 (ليدلَّنا الله تعالى على أنَّ الذي يعلم السرّ هو الذي أنزل القرآن):

    6525204 = 7 × 932172

    لا عِوَج في القرآن

    صفة مشتركة بين يوم القيامة والقرآن، لنستمع إلى الآيتين:

    1ـ (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه: 20/108].

    2ـ (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الزمر: 39/28].

    نلاحظ أن الكلمة المشتركة بين هايتن الآيتين هي كلمة (عِوَجَ) فقد نفى الله تعالى صفة العِوَج عن يوم القيامة وعن القرآن، فالقرآن حق ويوم القيامة حق. وقد وضع الله تعالى لهاتين السورتين نظاماً رقمياً يعتمد على العدد 7، فمن آمن بالقرآن كتاباً ومنهجاً في الدنيا نجا من عذاب يوم القيامة.

    إن العدد الذي يمثل أرقام السور تين هو 3920 يقبل القسمة على 7:

    3920 = 7 × 560 = 7 × 7 × 80

    وكما نلاحظ أن العدد الذي يمثل تكرار هذه الكلمة يقبل القسمة على 7 مرتين, ليؤكد لنا الله تعالى أن هاتين الآيتين حقٌّ من عند الله تعالى، وليؤكد لنا أن القرآن لو كان من صنع بشر لوجدنا فيه الضعف والاختلافات والاعوجاج.

    كلمات الله

    كما رأينا العدد 7 أساس النظام الكوني (خَلْق الله) وأساس النظام القرآني (كلمات الله). فكيف جاء البيان الإلهي مخبراً عن ذلك, وكيف تأتي لغة الأرقام لتصدِّق كلام الله تعالى؟ لا تبديل لكلمات الله, لا تبديل لخلق الله. كم مرة تكررت كلمة (تبديل) في كامل القرآن؟ مرتين:

    1ـ (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 10/64].

    2ـ (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30/30].

    العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 3010 يقبل القسمة على 7 تماماً:

    3010 = 7 × 430

    وكما نرى في القرآن كلمة (تبديل) تسبقها دائماً كلمة (لا) أي (لا تبديل), وذلك لزيادة التأكيد على أنه فعلاً لا تبديل لخلق الله تعالى ولا لكلام الله تعالى.

    وقد وضع الله تعالى هذه الكلمة في هاتين السورتين بالذات لينسجم وضع هذه الكلمة مع النظام الكوني والنظام القرآني... أي مع العدد 7.

    وكما نرى في الآية الأولى نجد لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ثم في الآية الثانية لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ مما يدل على أن كلمات الله سبقت خلق الله, فالله يقولSadكُنْ) بكلمته فيتحقق الخلق أي (فَيَكُون).

    كلمةُ ربِّك

    نقف الآن عند حقيقة أخرى, كلام الله كامل, والكمال لله ولكلامه ولكتابه. يؤكد الله تعالى هذه الحقيقة ثلاث مرات في 3 سور, كيف نظَّم الله هذه الكلمات في قرآنه؟ لنبحث عن كلمة (تَمَّت) لنجدها وردت فقط 3 مرات في كامل القرآن:

    1ـ (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام: 6/115].

    2ـ (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمةُُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 7/137].

    3ـ (إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود: 11/119].

    وإلى لغة الأرقام في هذه السور الثلاثة، إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو 1176 يقبل القسمة على 7 (مرتين):

    1176 = 7 × 168 = 7 × 7 × 24

    إذن في القرآن كلمة (تمَّت) دائماً يأتي بعدها (كلمة ربك) ليؤكد لنا الله تعالى أن كلام الله تام وكامل.

    الآن نجري بحثاً عن كلمة (حقَّت) في القرآن فنجد هذه الكلمة تكررت 5 مرات في كل القرآن في 4 سور:

    1 ـ (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) [يونس: 15/33].

    2ـ (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [يونس: 10/96].

    3ـ (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل: 16/36].

    4ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [الزمر: 39/71].

    5ـ (وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ) [غافر: 40/6].

    دائماً استخدمت كلمة (حَقَّتْ) في القرآن للتعبير عن حقيقة واحدة وهي أن الذين فسقوا وكفروا... لا يؤمنون... ضالون كافرون أصحاب النار. هذه الوحدة اللغوية في كامل القرآن لتدلُّ على أن منزل القرآن واحد لا شريك له. والنظام الرقمي لهذه السور الأربعة (يونس 15ـ النحل 16ـ الزمر 39ـ غافر 40) هو أقوى دليل على أن القرآن كتاب لا يمكن تقليده أو الإتيان ولو بجزء أو سورة منه.

    التدرج العقائدي

    وردت كلمة (حقَّت) في 5 آيات تدرجت كما يلي:

    1ـ في الآية الأولى الحديث عن (الذين فسقوا) فهؤلاء (حقّت عليهم كلمة ربك)، وكما نعلم أول خطوة على طريق جهنم تبدأ بالخروج (الفسق) عن أمر الله تعالى.

    2ـ ثم في الآية الثانية جاء الحديث عن الذين (لا يؤمنون) وهذه هي المرحلة الثانية بعد الفسق ـ عدم الإيمان.

    3ـ في الآية الثالثة تحدث الله عن أؤلئك الذين (حقّ عليهم الضلالة)، إذن عدم الإيمان يؤدي إلى الضلال.

    4ـ في الآية الرابعة كان الحديث عن (الكافرين) فالضلال يؤدي إلى الكفر والإشراك بالله تعالى لذلك جاءت العبارة: (حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ).

    5ـ وأخيراً ختم الله هذه الآيات الخمسة بقوله: (أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ) وهذه هي النتيجة المنطقية لكل من يفسُق... لا يؤمن... يضلّ.. يكفر... فمصيره إلى النار فهي تكفيه.

    هذا هو التدرج اللغوي والعقائدي للكلمة, فماذا عن التدرج الرقمي؟ لننشط ذاكرتنا الآن بلغة ممتعة هي لغة الأرقام, ونصفّ أرقام السور الأربعة لنجد العدد الذي يمثل أرقام هذه السور الأربعة هو: 40391610 يقبل القسمة على 7 تماماً:

    40391610 = 7 × 5770230

    وناتج القسمة هو عدد مكون من 7 مراتب.

    إذن كلمة (حقَّت) تكررت 5 مرات في كل القرآن في 4 سور، وجاءت أرقام هذه السور على تسلسلها لتشكل عدداً يقبل القسمة على 7, بما ينسجم مع نظام القرآن السبعي. ولكن يبقى التساؤل: ما هي كلمة الله التي حقَّت على هؤلاء الكافرين؟ ألا يستطيع الله تعالى أن يهديَ الناس جميعاً؟ إنني أتصور أن الضلال والهدى... الكفر والإيمان.. الجنة والنار... كل هذه المفاهيم وغيرها لها نظام محسوب بدقة, فالله تعالى يعلم ما يصنع وهو يسيِّر الكون بما فيه, فهل يعجز عن هداية مخلوق؟

    ولكن حكمة الله ومشيئته وقضاءه أعلى من مستوى تفكيرنا... ولكن يمكنني أن أقول إن النظام الكوني والبشري ونظام الخلق والنظام القرآني وغيرها لا يمكن أن تكون إلا بهذا الشكل الذي نراه, وغير هذه الصيغة لنظام الخلق ستؤدي إلى خلل في الكون.

    لم يأتِ بشيءٍ من عنده...

    كل كلمة في القرآن هي وحيٌ من عند الله تعالى, لم يأت الرسول بشيءٍ من عنده ولو بحرف... بل يتبع ما يوحى إليه من ربِّه. هذه الحقيقة نثبتها بلغة الأرقام؟ لندرس كلمة (أَتَّبِعُ) هذه الكلمة التي تكررت في كامل القرآن 5 مرات دائماً على لسان رسول الله :

    1ـ (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) [الأنعام: 6/50].

    2ـ (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [الأنعام: 6/56].

    3ـ (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 7/203].

    4ـ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [يونس: 10/15].

    5ـ (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) [الأحقاف: 46/9].

    إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو: 461076 يقبل القسمة تماماً على 7:

    461076 = 7 × 65868

    هل يقدِّم لنا هذا النظام الرقمي لسور القرآن برهاناً مادياً على صدق كلام الله؟ هل يمكن للبشر أن يصنعوا كتاباً مثل القرآن؟ إنهم لن يأتوا بمثل القرآن, ومن لا يصدق فليحاول.

    هكذا مشيئة الله...

    قبل أن يخلق الله الكون اختار الصيغة الأنسب للضلال والهدى، واقتضت مشيئة الله أن ينقسم البشر بين مؤمن وكافر، لو شاء لهدى الناس جميعاً, ولو شاء لعذبهم جميعاً... إنه يفعل ما يريد هو وليس نحن... لنتخيَّل حكمة الله في خلقه نستعرض 3 آيات من القرآن حيث تكررت كلمة (نَشَأْ) لنرى التدرج البلاغي والرقمي لتكرار هذه الكلمة عبر سور القرآن:

    1ـ (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) [الشعراء: 26/4].

    2 ـ (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [سبأ: 34/9].

    3 ـ (وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) [يس: 36/43].

    نظام الكلمات لغوياً... ورقمياً

    كلمة (نَشَأْ) هي كلمة خاصة بالله تعالى، لم ترد إلا وقبلها (إنْ) وبعدها كلمة تخصُّ الله وقدرته ومشيئته ليبيِّن لنا الله تعالى أن المشيئة كلها لله وحده، وليس لنا نحن البشر من الأمر شيء.

    تكررت هذه الكلمة في 3 سور هي: الشعراء ـ سبأ ـ يس، وأرقامها تندرج كما يلي: 26 ـ 34 ـ 36، لنرى كيف تتناسب هذه الأرقام مع الرقم 7، حيث نجد أن أرقام السور الثلاثة حسب تسلسلها عدداً هو 363426 يقبل القسمة تماماً على 7:

    363426 = 7 × 51918

    1 ـ بدأ الله تعالى الأولى بالحديث عن الهدى فهو قادر على أن ينزل على هؤلاء المكذبين آية (معجزة) من السماء فيجبرهم على الخضوع والإيمان قسراً, ولكن عدالة الله تعالى اقتضت أن يعطيَهم حرية الاختيار لكي لا يظلم أحداً يوم القيامة.

    2ـ ثم أتت الآية الثانية بالتهديد بأن الله قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم قطعاً ملتهبة من السماء ولكن رحمتُه تقتضي إمهالهم ليوم لا ريب فيه حيث لا ينفعهم الندم.

    3ـ وخُتمت هذه الآيات الثلاث بأن الله لو شاء لأغرقهم فلا منقذَ لهم غير الله تعالى.

    نرى التدرج عبر الآيات الثلاثة من السماء (نُنَزِّلْ)... إلى الأرض (نَخْسِفْ)... إلى أعماق البحار (نُغْرِقْهُمْ)... فهل نحن أمام برنامج بلاغي لكل كلمة من كلمات القرآن؟


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 9:05