الآثار السلبية للنقل
النقل عامل مهم في حياتنا وهو أساس نهضة المجتمعات ، وكثيرا ما يقال أن النقل وشبكاته هو مرآة تعكس تطور وتقدم الشعوب ، إلا أن للنقل العديد من الآثارمنها ما هو إيجابي مرتبط بالحركة والتنقل والتبادل التجاري وتنشيط الاقتصاد ، ومنها ما هو سلبي تنبغي الإشارة إليه ، ومن بين أبرز الجوانب السلبية للنقل ما يلي :-
1- الازدحام :- وهذه المشكلة تعد ظاهرة بارزة في أغلب بقاع المعمورة وبخاصة في المناطق التي تزداد فيها وسائل النقل وتتنوع ، وتعد بيئة المدن هي البيئة المناسبة التي يمكن اتخاذها مثالا على بروز هذه الظاهرة ، حيث تعاني المدن في الدول المتقدمة والدول المتخلفة من هذه المشكلة على حد سواء ، وتعد وسائل النقل البري من أهم العوامل التي تؤدي إلى ازدحام شوارع المدن والمراكز العمرانية الأخرى والطرق الرئيسة المؤدية إليها مما يترتب عليه الآتي :-
أ) زيادة وقت الرحلات وإلغاء بعضها .
ب) تأخر المسافرين والسلع والبضائع .
ج) زيادة كمية الوقود المستهلكة .
د) الضيق والقلق الذي يصيب المسافرين .
هـ) زيادة نسبة التلوث .
ي) ارتفاع درجة حرارة الأماكن التي يقع فيها الازدحام .
ومن الآثار الأخرى التي تنجم عن ظاهرة الازدحام ، أن الاختناقات المرورية تعود السائق على عدم الالتزام بالمواعيد ، كما تؤدي إلى حدوث المشاجرات وتفشي السلوكيات الخاطئة بين السائقين ، وتقلل من القدرة على التركيز في العمل . وللحد من هذه الظاهرة هناك أمور ينبغي مراعاتها منها مواقيت العمل المحددة ، ونقص أو غياب وسائل النقل الجماعي ، وميل كثير من الشباب إلى امتلاك الحافلات الصغيرة " الميكروباصات " كذلك ميل كثير من الأسر إلى امتلاك أكثر من سيارة ، إضافة إلى عدم قدرة شبكات الطرق على استيعاب الأعداد المتزايدة من وسائل النقل .
2- عدم قدرة الشوارع والمنشآت على استيعاب وسائل النقل :-
يترتب على الزيادة المستمرة لعدد وسائل النقل داخل المراكز العمرانية المختلفة وحولها ، عدم قدرة الطرق والشوارع وأماكن الوقوف لوسائل النقل البري داخل المدن على استيعاب وسائل النقل لكثرتها ، مما يتطلب القيام بعمليات التوسيع والتغيير والتعديل المستمر في الطرق والشوارع ومداخل المدن وأماكن وقوف وسائل النقل البري فيها ، حتى تتناسب مع هذا العدد الكبير والمتزايد من وسائل النقل ، وهذا بدوره يحتاج إلى نفقات كبيرة كل عام حتى يمكن تفادي عملية الازدحام وما ينجم عنها من مشاكل أخرى سبق التعرض لها في الفقرة السابقة .
تعاني المطارات والموانئ هي الأخرى من مشكلة عدم القدرة على استيعاب وسائل النقل الجوي والبحري ، وهذه الظاهرة هي حتى الآن أكثر وضوحا في الدول المتقدمة منها في الدول المتخلفة والنامية ، والتي ستعاني منها هي الأخرى في العقود القادمة ، كما تبدو هذه المشكلة في الوقت الحالي أكثر وضوحا وبروزا في بعض الموانئ منها في المطارات ، حيث يؤدي عدم قدرة الموانئ على استيعاب السفن إلى الازدحام وإلى تأخير رحلات الركاب وعمليات الشحن والتفريغ مما يترتب عليه فساد بعض السلع والبضائع وتلفها من جهة وزيادة تكاليف نقلها من جهة أخرى نتيجة للغرامات التي تفرض عليها بسبب التأخير .
3- الحــــــــوادث :-
تعد الحوادث من أخطر الآثار السلبية وتصنف كواحدة من الأوبئة التي تقضي على حياة الكثير من الأشخاص كل عام ، وتأتي في المرتبة الثالثة في تصنيف أسباب الوفاة بعد كل من مرض السرطان ومرض الذبحة الصدرية ، ونتيجة لكثرة الحوادث أصبحت عبئا اقتصاديا يثقل كاهل الاقتصاديات الوطنية للدول التي ترتفع نسبة الحوادث فيها .
ولإيضاح مدى خطورة هذه الحوادث يجب أن نعرف أن عدد ضحاياها في العام الواحد أصبح يعادل عدد ضحايا الحروب في العصور القديمة حيث يموت سنويا في العالم نحو 250000 شخص ( مائتان وخمسون ألفا ) كما يصاب بجـروح مختلفة ( بسيطة وبليغة ) أكثر من مليونين وربع المليون إنسان .
وعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بلغ عدد ضحايا حوادث الطرق عام 1967 حوالي 58 ألف شخص ، بينما بلغ عدد الجرحى حوالي 4 مليون شخص وهذه الأرقام تزداد بنسبة تصل إلى 5 % سنويا .
وتزداد مشكلة الحوادث لاسيما حوادث الطرق في الدول النامية والتي تزداد فيها أعداد السيارات بنسب كبيرة ويقل الوعي في الوقت نفسه ، والملاحظ أن نسبة الحوادث في هذه الدول مرتفعة وفي ازدياد مستمر مما يؤدي إلى إعاقة التنمية فيها حيث أنها ( أي الحوادث ) تستنزف الطاقات البشرية والإمكانيات المادية في هذه الدول .
ومن أسباب ازدياد حوادث الطرق في الدول النامية على وجه الخصوص ما يلي :-
1- قلة الوعي لدى السائقين وعند بعض رجال المرور .
2- عدم الاهتمام بإرشادات المرور وعدم الإلمام بها في كثير من الأحيان .
3- عدم الاهتمام بصيانة الطرق ومراقبتها .
4- نقص مراكز الخدمات على الطرق الرئيسة .
5- عدم الاهتمام بصيانة السيارات .
6- القيادة بدون ترخيص .
7- قيادة صغار السن للسيارات .
8- التهور والسرعة .
هذا وتعد الدول النامية الغنية ولاسيما النفطية منها ، من أبرز الدول التي تعاني من هذه المشكلة وتزداد فيها نسبة حوادث الطرق نتيجة لأعداد السيارات الهائلة التي تتحرك على الطرق في هذه الدول ، هذا من جانب ولقلة الوعي لدى معظم مستخدمي هذه الوسائل من جانب آخر ، ويمكن اتخاذ حوادث الطرق في ليبيا مثالا للتدليل على ذلك حيث وفي الفترة من عام 1972 إلى عام 1984 تم حصر الحالات التالية :-
1- عدد الحوادث 181.226 حادث .
2- الوفيات 14300 شخص .
3- الإصابات البليغة 495750 شخص .
4- قيمة الأضرار المادية 20.327.453 دينار .
5- عدد المركبات المتضررة 289.130 مركبة .
ويمكن أن تصنف حوادث الطرق التي تشهدها طرق دول العالم بحسب الضرر الناجم عنها إلى أربع مجموعات هي :-
1- حوادث مميتة تفضي إلى فقدان حياة الأشخاص .
2- حوادث الإصابات البليغة التي تؤدي إلى إعاقة الأفراد فترة من الزمن أو تتسبب لهم في إعاقات مستديمة تظل معهم طيلة الحياة .
3- حوادث لا ينجم عنها أية وفيات أو إصابات ويكون ضررها ماديا بالدرجة الأولى ( الأضرار التي تلحق بالمركبات وما شابه ذلك ) .
أما الصور التي تحدث فيها هذه الحوادث فتكون على النحو الآتي :-
1- حوادث الاصطدام بين السيارات أو بينها وبين أجسام أخرى صلبة ثابتة أو متحركة كالأبنية والأعمدة والأشجار وغيرها .
2- حوادث دهس المشاة سواء على الطرق أو على الأرصفة داخل المدن .
3- حوادث انقلاب المركبات .
4- حوادث احتراق المركبات .
وتعد حوادث السيارات على الطرق العامة أو في شوارع المدن والقرى من الأمور التي تحدث كل يوم تقريبا لاسيما في المدن الكبيرة غالبيتها تقع بين سيارتين أو مجموعة سيارات أو نتيجة لاصطدام سيارة بشئ ثابت كالأعمدة والأبنية والأشجار ، أو اصطدام سيارة بأحد المشاة والحوادث التي تنجم عن اصطدام أكثر من سيارتين تعد أقل وقوعا ، وحدوثها في الغالب يكون على الطرق الرئيسة السريعة ، وبخاصة في الدول المتقدمة ، من الأمثلة على هذه الحوادث الحادث الذي وقع لـ 70 سيارة على الطريق بين مدينتي ميونخ وشتوتغارت الألمانيتان يوم 13/4/1993 بسبب الضباب الكثيف وسبب في حدوث إصابات مختلفة بين بليغة وبسيطة لـ 36 شخصا .
وإلى جانب حوادث الطرق هناك حوادث أخرى ترتبط بوسائل النقل الجوي كسقوط الطائرات نتيجة الخلل أو التصادم ، وكذلك تصادم السفن في عرض البحر وغرقها ، وتصادم القطارات وخروجها عن مساراتها المعتادة وما يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية ، والحوادث الناجمة عن هذه الوسائل على الرغم من انخفاض نسبتها مقارنة بنسبة حدوث حوادث السيارات على الطرق ، فإن أضرارها البشرية والمادية كبيرة ، فبالإضافة إلى هلاك كل الركاب أو غالبيتهم وكل السلع والبضائع التي تنقلها أو معظمها ، فإن تدميرا كاملا يصيب مثل هذه الوسائل ، لاسيما وأن تكاليف صناعتها وشرائها مرتفعة ، والأمثلة على حوادث الطائرات كثيرة منها حادثة طائرة الخطوط الليبية المتجهة من بنغازي إلى طرابلس والتي وقعت عام 1993 وأودت بحياة 157 راكبا ، وحادثة الطائرة الهولندية التي وقعت يوم :2/12/1992 قرب أحدى المطارات في جنوبي البرتغال وسبب في هلاك 300 راكب ، أما عن حوادث السفن فنذكر حادث العبارة المصرية الذي أدى إلى هلاك مئات الأشخاص عام 1991 وقد تكرر مثل هذا الحادث في الآونة الأخيرة ، كما أدى غرق العبارة الكورية إلى موت نحو 200 شخص بعد أن تعرضت لعواصف عاتية قرب أحدى الجزر التابعة لكوريا الجنوبية عام 1993 .
4- قلة أسباب الراحة داخل بعض وسائل النقل :-
هذه المشكلة من الآثار السلبية للنقل ، وهي أكثر وضوحا في وسائل النقل العام التي تستعمل في نقل أعداد كبيرة من الركاب ، وبالذات وسائل النقل العام كالحافلات والقطارات وبعض السفن والقوارب ، ففي هذه الوسائل خاصة في دول العالم النامي والمتخلف ، كثيرا ما يجد الشخص نفسه في حافلة أو قطار مزدحم بالركاب ، وتنعدم فيها أسباب الراحة النفسية والجسدية نتيجة لأسباب منها :-
زيادة نسبة الرطوبة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة ، وشدة البرودة شتاءا مع عدم وجود وسائل التكييف اللازمة .
الروائح غير المرغوبة المنبعثة إما من وسيلة النقل نفسها وإما من الركاب وما يحملونه معهم من متاع داخل هذه الوسائل .
الإزعاج والضوضاء الناجمة عن العدد الكبير من الركاب على متن هذه الوسائل ، أو عما يحملونه بداخلها من طيور ودواجن وغيرها لاسيما في الدول النامية والمتخلفة .
هذا وتزداد حدة هذه المشكلة في الدول النامية والمتخلفة نتيجة لقلة وسائل النقل وعدم تنوعها من جهة ولعدم العناية بالموجود منها من جهة أخرى ، ضف إلى ذلك قلة الوعي لدى مستخدمي هذه الوسائل ومشغليها .
5- ارتفاع تكاليف النقل :
- للنظام الاقتصادي المتبع في الدولة أثره في هذا المجال فمشكلة ارتفاع تكاليف النقل تزداد وضوحا يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى في الدول التي تتبع النظام الرأسمالي ، حيث نجد أن تكلفة النقل سواء أكانت تذكرة سفر الركاب أو تكلفة نقل السلع والبضائع تتأثر في هذه الدول بكثير من العوامـــــــل ، منهـا عامل المسافة وسعر الوقود وحالة الاقتصاد ( مزدهر أو راكد ) وحالة وسائل النقل منها ، ولهذا فارتفاع تكلفة النقل مستمر ، مما يتسبب في مشاكل خاصة بالنسبة لذوي الدخل المتوسط والمحدود ، وهؤلاء في الغالب هم الذين يستخدمون وسائل النقل العام . بينما نجد أن هذه المشكلة وإلى وقت قريب ( قبل انحسار الشيوعية وبالذات في شرق أوروبا ) أقل وضوحا في الدول التي كانت تتبع النظام الشيوعي ، حيث كثيرا ما تحدد الدول تكلفة النقل وتتحكم فيها وهذا الأمر مازال متبعا في كثير من الدول الاشتراكية .
إعداد / أ - محمد عبد السلام
جامعة قاريونس
ammaryoussef@maktoob.com
النقل عامل مهم في حياتنا وهو أساس نهضة المجتمعات ، وكثيرا ما يقال أن النقل وشبكاته هو مرآة تعكس تطور وتقدم الشعوب ، إلا أن للنقل العديد من الآثارمنها ما هو إيجابي مرتبط بالحركة والتنقل والتبادل التجاري وتنشيط الاقتصاد ، ومنها ما هو سلبي تنبغي الإشارة إليه ، ومن بين أبرز الجوانب السلبية للنقل ما يلي :-
1- الازدحام :- وهذه المشكلة تعد ظاهرة بارزة في أغلب بقاع المعمورة وبخاصة في المناطق التي تزداد فيها وسائل النقل وتتنوع ، وتعد بيئة المدن هي البيئة المناسبة التي يمكن اتخاذها مثالا على بروز هذه الظاهرة ، حيث تعاني المدن في الدول المتقدمة والدول المتخلفة من هذه المشكلة على حد سواء ، وتعد وسائل النقل البري من أهم العوامل التي تؤدي إلى ازدحام شوارع المدن والمراكز العمرانية الأخرى والطرق الرئيسة المؤدية إليها مما يترتب عليه الآتي :-
أ) زيادة وقت الرحلات وإلغاء بعضها .
ب) تأخر المسافرين والسلع والبضائع .
ج) زيادة كمية الوقود المستهلكة .
د) الضيق والقلق الذي يصيب المسافرين .
هـ) زيادة نسبة التلوث .
ي) ارتفاع درجة حرارة الأماكن التي يقع فيها الازدحام .
ومن الآثار الأخرى التي تنجم عن ظاهرة الازدحام ، أن الاختناقات المرورية تعود السائق على عدم الالتزام بالمواعيد ، كما تؤدي إلى حدوث المشاجرات وتفشي السلوكيات الخاطئة بين السائقين ، وتقلل من القدرة على التركيز في العمل . وللحد من هذه الظاهرة هناك أمور ينبغي مراعاتها منها مواقيت العمل المحددة ، ونقص أو غياب وسائل النقل الجماعي ، وميل كثير من الشباب إلى امتلاك الحافلات الصغيرة " الميكروباصات " كذلك ميل كثير من الأسر إلى امتلاك أكثر من سيارة ، إضافة إلى عدم قدرة شبكات الطرق على استيعاب الأعداد المتزايدة من وسائل النقل .
2- عدم قدرة الشوارع والمنشآت على استيعاب وسائل النقل :-
يترتب على الزيادة المستمرة لعدد وسائل النقل داخل المراكز العمرانية المختلفة وحولها ، عدم قدرة الطرق والشوارع وأماكن الوقوف لوسائل النقل البري داخل المدن على استيعاب وسائل النقل لكثرتها ، مما يتطلب القيام بعمليات التوسيع والتغيير والتعديل المستمر في الطرق والشوارع ومداخل المدن وأماكن وقوف وسائل النقل البري فيها ، حتى تتناسب مع هذا العدد الكبير والمتزايد من وسائل النقل ، وهذا بدوره يحتاج إلى نفقات كبيرة كل عام حتى يمكن تفادي عملية الازدحام وما ينجم عنها من مشاكل أخرى سبق التعرض لها في الفقرة السابقة .
تعاني المطارات والموانئ هي الأخرى من مشكلة عدم القدرة على استيعاب وسائل النقل الجوي والبحري ، وهذه الظاهرة هي حتى الآن أكثر وضوحا في الدول المتقدمة منها في الدول المتخلفة والنامية ، والتي ستعاني منها هي الأخرى في العقود القادمة ، كما تبدو هذه المشكلة في الوقت الحالي أكثر وضوحا وبروزا في بعض الموانئ منها في المطارات ، حيث يؤدي عدم قدرة الموانئ على استيعاب السفن إلى الازدحام وإلى تأخير رحلات الركاب وعمليات الشحن والتفريغ مما يترتب عليه فساد بعض السلع والبضائع وتلفها من جهة وزيادة تكاليف نقلها من جهة أخرى نتيجة للغرامات التي تفرض عليها بسبب التأخير .
3- الحــــــــوادث :-
تعد الحوادث من أخطر الآثار السلبية وتصنف كواحدة من الأوبئة التي تقضي على حياة الكثير من الأشخاص كل عام ، وتأتي في المرتبة الثالثة في تصنيف أسباب الوفاة بعد كل من مرض السرطان ومرض الذبحة الصدرية ، ونتيجة لكثرة الحوادث أصبحت عبئا اقتصاديا يثقل كاهل الاقتصاديات الوطنية للدول التي ترتفع نسبة الحوادث فيها .
ولإيضاح مدى خطورة هذه الحوادث يجب أن نعرف أن عدد ضحاياها في العام الواحد أصبح يعادل عدد ضحايا الحروب في العصور القديمة حيث يموت سنويا في العالم نحو 250000 شخص ( مائتان وخمسون ألفا ) كما يصاب بجـروح مختلفة ( بسيطة وبليغة ) أكثر من مليونين وربع المليون إنسان .
وعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بلغ عدد ضحايا حوادث الطرق عام 1967 حوالي 58 ألف شخص ، بينما بلغ عدد الجرحى حوالي 4 مليون شخص وهذه الأرقام تزداد بنسبة تصل إلى 5 % سنويا .
وتزداد مشكلة الحوادث لاسيما حوادث الطرق في الدول النامية والتي تزداد فيها أعداد السيارات بنسب كبيرة ويقل الوعي في الوقت نفسه ، والملاحظ أن نسبة الحوادث في هذه الدول مرتفعة وفي ازدياد مستمر مما يؤدي إلى إعاقة التنمية فيها حيث أنها ( أي الحوادث ) تستنزف الطاقات البشرية والإمكانيات المادية في هذه الدول .
ومن أسباب ازدياد حوادث الطرق في الدول النامية على وجه الخصوص ما يلي :-
1- قلة الوعي لدى السائقين وعند بعض رجال المرور .
2- عدم الاهتمام بإرشادات المرور وعدم الإلمام بها في كثير من الأحيان .
3- عدم الاهتمام بصيانة الطرق ومراقبتها .
4- نقص مراكز الخدمات على الطرق الرئيسة .
5- عدم الاهتمام بصيانة السيارات .
6- القيادة بدون ترخيص .
7- قيادة صغار السن للسيارات .
8- التهور والسرعة .
هذا وتعد الدول النامية الغنية ولاسيما النفطية منها ، من أبرز الدول التي تعاني من هذه المشكلة وتزداد فيها نسبة حوادث الطرق نتيجة لأعداد السيارات الهائلة التي تتحرك على الطرق في هذه الدول ، هذا من جانب ولقلة الوعي لدى معظم مستخدمي هذه الوسائل من جانب آخر ، ويمكن اتخاذ حوادث الطرق في ليبيا مثالا للتدليل على ذلك حيث وفي الفترة من عام 1972 إلى عام 1984 تم حصر الحالات التالية :-
1- عدد الحوادث 181.226 حادث .
2- الوفيات 14300 شخص .
3- الإصابات البليغة 495750 شخص .
4- قيمة الأضرار المادية 20.327.453 دينار .
5- عدد المركبات المتضررة 289.130 مركبة .
ويمكن أن تصنف حوادث الطرق التي تشهدها طرق دول العالم بحسب الضرر الناجم عنها إلى أربع مجموعات هي :-
1- حوادث مميتة تفضي إلى فقدان حياة الأشخاص .
2- حوادث الإصابات البليغة التي تؤدي إلى إعاقة الأفراد فترة من الزمن أو تتسبب لهم في إعاقات مستديمة تظل معهم طيلة الحياة .
3- حوادث لا ينجم عنها أية وفيات أو إصابات ويكون ضررها ماديا بالدرجة الأولى ( الأضرار التي تلحق بالمركبات وما شابه ذلك ) .
أما الصور التي تحدث فيها هذه الحوادث فتكون على النحو الآتي :-
1- حوادث الاصطدام بين السيارات أو بينها وبين أجسام أخرى صلبة ثابتة أو متحركة كالأبنية والأعمدة والأشجار وغيرها .
2- حوادث دهس المشاة سواء على الطرق أو على الأرصفة داخل المدن .
3- حوادث انقلاب المركبات .
4- حوادث احتراق المركبات .
وتعد حوادث السيارات على الطرق العامة أو في شوارع المدن والقرى من الأمور التي تحدث كل يوم تقريبا لاسيما في المدن الكبيرة غالبيتها تقع بين سيارتين أو مجموعة سيارات أو نتيجة لاصطدام سيارة بشئ ثابت كالأعمدة والأبنية والأشجار ، أو اصطدام سيارة بأحد المشاة والحوادث التي تنجم عن اصطدام أكثر من سيارتين تعد أقل وقوعا ، وحدوثها في الغالب يكون على الطرق الرئيسة السريعة ، وبخاصة في الدول المتقدمة ، من الأمثلة على هذه الحوادث الحادث الذي وقع لـ 70 سيارة على الطريق بين مدينتي ميونخ وشتوتغارت الألمانيتان يوم 13/4/1993 بسبب الضباب الكثيف وسبب في حدوث إصابات مختلفة بين بليغة وبسيطة لـ 36 شخصا .
وإلى جانب حوادث الطرق هناك حوادث أخرى ترتبط بوسائل النقل الجوي كسقوط الطائرات نتيجة الخلل أو التصادم ، وكذلك تصادم السفن في عرض البحر وغرقها ، وتصادم القطارات وخروجها عن مساراتها المعتادة وما يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية ، والحوادث الناجمة عن هذه الوسائل على الرغم من انخفاض نسبتها مقارنة بنسبة حدوث حوادث السيارات على الطرق ، فإن أضرارها البشرية والمادية كبيرة ، فبالإضافة إلى هلاك كل الركاب أو غالبيتهم وكل السلع والبضائع التي تنقلها أو معظمها ، فإن تدميرا كاملا يصيب مثل هذه الوسائل ، لاسيما وأن تكاليف صناعتها وشرائها مرتفعة ، والأمثلة على حوادث الطائرات كثيرة منها حادثة طائرة الخطوط الليبية المتجهة من بنغازي إلى طرابلس والتي وقعت عام 1993 وأودت بحياة 157 راكبا ، وحادثة الطائرة الهولندية التي وقعت يوم :2/12/1992 قرب أحدى المطارات في جنوبي البرتغال وسبب في هلاك 300 راكب ، أما عن حوادث السفن فنذكر حادث العبارة المصرية الذي أدى إلى هلاك مئات الأشخاص عام 1991 وقد تكرر مثل هذا الحادث في الآونة الأخيرة ، كما أدى غرق العبارة الكورية إلى موت نحو 200 شخص بعد أن تعرضت لعواصف عاتية قرب أحدى الجزر التابعة لكوريا الجنوبية عام 1993 .
4- قلة أسباب الراحة داخل بعض وسائل النقل :-
هذه المشكلة من الآثار السلبية للنقل ، وهي أكثر وضوحا في وسائل النقل العام التي تستعمل في نقل أعداد كبيرة من الركاب ، وبالذات وسائل النقل العام كالحافلات والقطارات وبعض السفن والقوارب ، ففي هذه الوسائل خاصة في دول العالم النامي والمتخلف ، كثيرا ما يجد الشخص نفسه في حافلة أو قطار مزدحم بالركاب ، وتنعدم فيها أسباب الراحة النفسية والجسدية نتيجة لأسباب منها :-
زيادة نسبة الرطوبة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة ، وشدة البرودة شتاءا مع عدم وجود وسائل التكييف اللازمة .
الروائح غير المرغوبة المنبعثة إما من وسيلة النقل نفسها وإما من الركاب وما يحملونه معهم من متاع داخل هذه الوسائل .
الإزعاج والضوضاء الناجمة عن العدد الكبير من الركاب على متن هذه الوسائل ، أو عما يحملونه بداخلها من طيور ودواجن وغيرها لاسيما في الدول النامية والمتخلفة .
هذا وتزداد حدة هذه المشكلة في الدول النامية والمتخلفة نتيجة لقلة وسائل النقل وعدم تنوعها من جهة ولعدم العناية بالموجود منها من جهة أخرى ، ضف إلى ذلك قلة الوعي لدى مستخدمي هذه الوسائل ومشغليها .
5- ارتفاع تكاليف النقل :
- للنظام الاقتصادي المتبع في الدولة أثره في هذا المجال فمشكلة ارتفاع تكاليف النقل تزداد وضوحا يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى في الدول التي تتبع النظام الرأسمالي ، حيث نجد أن تكلفة النقل سواء أكانت تذكرة سفر الركاب أو تكلفة نقل السلع والبضائع تتأثر في هذه الدول بكثير من العوامـــــــل ، منهـا عامل المسافة وسعر الوقود وحالة الاقتصاد ( مزدهر أو راكد ) وحالة وسائل النقل منها ، ولهذا فارتفاع تكلفة النقل مستمر ، مما يتسبب في مشاكل خاصة بالنسبة لذوي الدخل المتوسط والمحدود ، وهؤلاء في الغالب هم الذين يستخدمون وسائل النقل العام . بينما نجد أن هذه المشكلة وإلى وقت قريب ( قبل انحسار الشيوعية وبالذات في شرق أوروبا ) أقل وضوحا في الدول التي كانت تتبع النظام الشيوعي ، حيث كثيرا ما تحدد الدول تكلفة النقل وتتحكم فيها وهذا الأمر مازال متبعا في كثير من الدول الاشتراكية .
إعداد / أ - محمد عبد السلام
جامعة قاريونس
ammaryoussef@maktoob.com